للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

جئنا إلى ما كنا فيه:

وأقام في قريم سنين وناظر فيها الأئمَّة والأعلام، ودرَّس الفقهاء (١)، وأعجب به الفضلاء في علمه وفقهه، حتى (٢) تضرب به الأمثال، وتشد إليه الرِّحال، وكان قليل الرغبة في الدنيا، كثير التورع والتقوى، حافظًا لكتاب (٣) الله تعالى، تلَّاءً له، يتلوه راكبًا وماشيًا وقاعدًا.

ثم رجع إلى بلاده من طريق جاء به، ثم رحل إلى بلاد الروم، وتباحث (٤) فيها مع المولى شمس الدِّين الفَنَاري، وغلب هو عليه في الفروع إلا أنَّ الفَنَاري كان متبحرًا جامعًا في العلوم العقلية والنقلية وله مشاركة تامة في (٥) الفنون الغريبة.

وجمع فتاواه المسمَّاة بـ "الوجيز" قبل أن يجيء إلى الروم، قال في آخر كتاب الإجارة من "الوجيز": تم كتاب الإجارة بحمد الله، وقد مضى جزء من الليل في أول ربيع الأول سنة ست وثمانمئة، وفق الله تعالى للإتمام بعونه.

ومات في أواسط رمضان سنة سبع وعشرين وثمانمئة.

وقرأ عليه العلوم وأخذ عنه المولى محمَّد بن سليمان الشهير بمحيي الدِّين الكافية جي، والمولى الفاضل شرف الدِّين بن كمال القِرِيمي، والمولى سراج الدِّين أحمد الفاضل القِرِيمي بن الفاضل الكامل فاضل شيخ الحاجي ترخاني.

رأيت أنّ المولى الفاضل ابن البَزَّازي كتب الإجازة للمولى سراج الدِّين بخطه، وهذه


(١) ساقطة من: ع.
(٢) زائدة في ع: كانت.
(٣) ض: لكلام.
(٤) ض: باحث.
(٥) ساقطة من: ض.

<<  <  ج: ص:  >  >>