للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

صورة ما زبرته أنامله الشريفة، ولكني كتبته على الطي والانتخاب لكونه على الإطناب.

قال: وبعد؛ فإنّ المعبود عزَّ سلطانه وعلا شانه لم يخل قطرًا ولا عصرًا ولا مصرًا عن ثقة قائم بالحق، ديِّن يجيب في المسائل، ويحل المعضلات (١)، ويروض للصعاب، ويجعلها للمسترشدين سهلًا هينًا.

واعلم أنّ ما ينيط به الاحتياج على نوعين، والمحتاج إليه على طبقتين؛ إما في الذروة العليا في الرفعة، أو في نهاية الهبوط والسقوط للصفة، والعلم لما كان من صفات السبحان الدَّيان كان أرفع من الثاني مكانة ومكانًا.

وممن نفع في هذا الزَّمان، وحاز قَصَب السَّبْق يوم الرهان في حيازة البرهان على أجلاء الأقران، عالم لا يشق غباره، ويؤمن عثاره، لم يجعل علمه الشريف وسيلة إلى توسل النيابة عن القضاة؛ لعلمه بأنهم سمَّاعون للكذب أكَّالون للسحت (٢) للرشاة.

العالم الفقيه والعامل النبيه، مولانا سراج الدِّين أحمد بن الفاضل الكامل فاضل شيخ الحاجي ترخان، متعه الله بتقواه في أولاه وأخراه، لما حططت رجلي بالبلدة الكريمة قريم حماها الله الرحيم شرَّفني بحضور مجالس الدَّرس سنين، مع أنه كان من العلماء المتبحرين، وشارك وساوى في بث الإفادة على المناظرين المستفيدين، وقرأ وكرر حتى يعود له المطلوب ويقرر، ورد ورُدّ وأفاد واستفاد حتى أجاد، وصار له علم الإفادة (٣) غدا وعادة، بحيث لا يحتاج بفضل الله تعالى إلى الإفادة.

فقرأ وسمع عليَّ "كتاب مشارق الأنوار لدين الأبرار" وهو للإمام الصغاني، نقَّاد الأحاديث والمعاني، و"كتاب الكافي في الفقه النعماني" تأليف الشَّيخ المستغني عن


(١) ض، ع: للمعضلات.
(٢) ساقطة من: ض.
(٣) ض، أ: العبادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>