للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وفي "محاسن العجائب وأجناس الغرائب" للقاضي ابن الشبة: الدجلة نهر بغداد، ويسمى السلام، ولذلك سميت بغداد دار السَّلام، مخرجه من أصل جبل بقرب آمد عند حصن ذي القرنين، تخرج عين دجلة من تحته، وكلما امتد انضم إليه مياه جبال ديار بكر، وبآمد يخاض فيه بالدواب، ثم يمتد إلى حصن كيفا، ثم إلى بغداد، وماءه أعذب المياه، وأكثرها نفعًا؛ لأنّ مجراه من مخرجه إلى مصبه في العمائر، ومقداره ثلاثمئة فرسخ، وفي كثير من الأوقات يفيض حتى يخشى على بغداد الغرق منها، وهو نهر مبارك كثير ما ينجو غريقه.

حكي أنه وجد فيه غريق، فأخذ فإذا به أدنى رمق، فلما رجعت إليه نفسه سئل عن حاله، فكان من موضع (وقوعه إلى موضع) (١) نجاته مسيرة ثلاثة أيام.

وعن ابن عباس : أنّ الله تعالى أوحى إلى دانيال أَنِ احْفِرْ لعبادي نهرين، واجعل مفيضهما البحر، فقد أمرت الأرض أن تطيعك، فأخذ خشبة فجرّها في الأرض والماء يتبعه، وكلما مر بأرض يتيم أو أَرْمَلَةٍ أو شيخ فينا شدَّه الله تعالى فيحيد عن أرضهم، قيل (٢): دجلة والفرات من ذلك (٣)، انتهى.

(امرأة أرملة: أي محتاجة أو مسكينة) (٤).

ونهر الفرات مخرجه من أرمينية، فضائله كثيرة، وطول هذا النهر من حيث يخرج عند ملاطيه إلى أن يأتي ما يأتي منه إلى بغداد ستمئة وثلاثة وعشرون فرسخًا، وفي وسطه مدن في جزائر تعد من أعمال الفرات.


(١) ساقطة من: ض، ع.
(٢) في "تاريخ بغداد": عواقيل بدل قيل. والعواقيل: الأودية.
(٣) أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١/ ٥٦).
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>