للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وشرح هذه الرسالة ابنه محمَّد شاه، وبيَّن أسامي الفنون، وبيَّن المناسبة فيما ذكره من الألغازات، وحل مشكلات مسائلها، ونظم عقيب كل قطعة منها قطعة أخرى، قال في بعضها: قلت مؤكِّدًا، وفي بعضها: قلت مجيبًا، وأتى بأحسن الأجوبة.

وشرح "الفرائض السراجية" شرحًا لطيفًا، وهو من أحسن شروحها، مشهور معتبر، تداولته أيدي العلماء الكبار، قال فيه المولى ابن كمال باشا: وشرح المولى الفَنَاري "الفرائض السراجية"، وهو في الاشتهار كالشمس في وسط النهار.

وقال الفَنَاري في خطبته (١):

وقد شرح القوم على أنحاء عجائب … وللناس فيما يعشقون مذاهب

منهم من ذهب إلى الإطناب الممل، ومنهم من رغب في الإيجاز المخل، ومنهم من ترك الأهم إلى غير المهم، ومنهم من زهد في المقصود عن بسط الكلام (٢)، فلقد ندبني ما بالطلبة من الحيرة في أخذ القواعد ونبذ الزوائد إلى أن جمعت لهم من مُلتقطات الشروح ما هو ألطف من الروح، وأضفت إلى ذلك ما في الخاطر الفاتر من اللطائف المحسوبة من ذخائر البصائر.

هذا وإني بين ظهراني طائفة جل بضاعتهم اللجاج والعناد، وكل صناعتهم الانحراف عن منهج الرشاد، لا يعجبهم النحوي وإن كان أنحى من سيبويه، ولا لغوي وإن ملك اللغات بقوة لحييه، ولما اتبعوه لو عاصرهم أحد من أبي حنيفة وصاحبيه، وليس غرضي من هذا أن أعد من صنف المصنفين أو في زمرة الشارحين، كيف (٣)


(١) زائدة في ع: حيث قال.
(٢) ض: الكلم.
(٣) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>