للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولعلك إذا وقفت على ما منَّ الله عليَّ في هذا المطلب الكريم، ومصادفتي مسلك الخواص في هذا الخطب تتيقن أنَّ الفيوض الإلهية ليست على أقوام دون أقوام، وأن العلم لم (١) يدفن مع الذين خلوا في سوالف الأيام، وتترقى عن طبقة طائفة يعرفون الحقَّ بالرجال، والرجال بتقادم المدد والآجال، ونشير على تلك في تلك بتسمية هذه الرسالة بـ "مسالك الخواص"، ولما كانت الرسالة متضمنة لمباحث هي معترك كتائب العلماء ومصطدم خميس أخامس الفضلاء رتَّبتها على خمس مباحث: المقدمة، والميمنة، والميسرة، والقلب، والساقة.

ثم إنِّي رأيت حكاية ذكرها المولى المذكور طاشكبري زاده في "الشقائق النعمانية" في ذكر علماء دولة السُّلطان محمَّد، وهي أنّ المولى الفاضل علاء الدِّين علي بن محمَّد القوشجي لما قدم أول قدومه إلى قسطنطينية استقبله علماء المدينة، وكان المولى خواجه زاده إذ ذاك قاضيًا بها، فلما ركبوا ذكر المولى علي القوشجي ذكر مباحثة السيِّد الشريف مع العلامة التَّفْتَازَانِي عند الأمير تيمور ورجَّح جانب العلامة التَّفْتَازَانِي.

قال المولى خواجه زاده: وإني أظنُّ الأمر كذلك إلا أني حققت الأمر (٢) المذكور، وظهر أنّ الحق في جانب السيِّد الشريف، وكتبت عند ذلك في حاشية كتابي، فأمر لبعض خدامه بإحضار ذلك الكتاب، فأحضر الكتاب عند خروجه من السفينة، فطالع علي القوشجي تلك الحاشية، فلما لقي المولى المذكور السُّلطان محمَّد خان قال لخواجه زاده: لا نظير له في العجم، قال له السُّلطان محمَّد: ولا نظير له في العرب أيضًا.


(١) ساقطة من: أ.
(٢) ض: البحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>