للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحزنات، ولله دره، وزاد خيره ما أعذب نطقه وأطيب طلقه، حيث كان فيصلًا بين الهِزَبرين وبرزخًا بين البحرين بصائب فكره وحسن تدبيره.

ثم إني ظفرت برسالة سمَّاها "مسالك الخلاص من مهالك الخواص" للمولى الفاضل شمس الدِّين أحمد الشهير بطاشكبري زاده، أفاض الله عليه كل يوم برَّه وزاده، ذكر (١) هذا البحث فيها مشبعًا ورجَّح جانب التَّفْتَازَانِي، واحتار حيث قال: هذا ومما مليت به أذان الكبار والصغار وقرعت به أسماع الساكنين في القرى والأمصار ما وقع بينهما من المناظرة بل المكابرة، في اجتماع التبعية والتمثيلية من أقسام الاستعارة، حتى اشتهر عند الخاص والعام غلبة الشريف على العلامة التَّفْتَازَانِي بالإلزام والإفحام، لكن الحقَّ أنَّ الحقَّ مما ظل فيه التَّفْتَازَانِي وبات، إلَّا أنَّ الشريف خلب عقله بالنحويات والمغالطات، وصادف وقتئذ حكمًا يروِّج زيفه ويقوم أوده ويقوي ضعفه، وإنّما الذي فيه غاية العجب أنَّ الحق ها هنا عن كل ناظر يحجب، حتى استمرت في كل عصر هذه الطامَّة وشاعت بين الخاصة والعامة، ولم ينافح أحد إلى الآن عن جانب العلامة التَّفْتَازَانِي، وتقاعد عنها الخواطر طيف الخيال بل العزائم والأماني.

وها أنا بحمد الله وبمنِّه (٢) وبفضله وعونه نقدت (٣) الحقَّ ها هنا عن الباطل، وميَّزت بين المتقلد والعاطل، تاركًا للعصبية والعناد، وسالكًا سبيل الحقِّ والرَّشاد، ونسجت على منوال الأيام حلَّة تبقى على وجه كل زمان، ولا يبليها مرور الأوقات وكرور الأحيان، ونسخت على صحائف الزَّمان أسطرًا لا يمحوها تجدد الأعصار، ووضعت في إكليل الدَّهر درَّة يتساوى بنورها الليل والنهار.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) أ: ومنه.
(٣) ض: نقذت.

<<  <  ج: ص:  >  >>