للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يشير إلى ذلك في خطبته شرح "المفتاح" (١) بقوله: حتى ابتليت في آخر العمر بالارتحال إلى ما وراء النَّهر، فأقام السيِّد الشريف بسمرقند مدَّة، ولازم الدَّرس والإفادة، صنَّف من الفنون عدة، ولقد كانت مناكب الصحف بمعاطف فوائد كلامه مجللة، وهام المشكلات بجواهر معاطر أقلامه مكللة، فأعجب النّاس حسن كلامه وفصاحة لسانه وحل مرامه وبلاغة بيانه، فأقروا له بالفضل، وأحلوه المحل الرفيع، وقدّموه وأجلسوه الصدر (٢) المنيع، فبينما هو أمر تيمور الإجلاس.

وكان المولى سعد الدِّين التَّفْتَازَانِي صدره، وكان حبرًا غوّاصًا في بحار المعارف، وبحرًا موَّاجًا يؤخذ منه در العوارف، وقد رمقت نحو سواحله عيون الحذَّاق، وقد طبق لَأَلِي (٣) تصانيفه أطباق الآفاق، فاجتمع هذان العزيزان في مجلس تيمور خان، فالتقى البحران الزاخران، والحبران الفاخران الوحيدان، وهما في العقل والنقل يضرب بهما المثل، ولولاهما (٤) لآل بيت العلم إلى أن كان كالطَّلل، فإنهما الجامعان بين أشتات العلوم الشاسعة، والموصلان (٥) إلى محل تسفل عنه النجوم الطالعة، لا يشق غبارهما، ولا تلحق آثارهما.

فعين الصَّدر للسيد الشريف الجُرْجَاني ورجَّحه في هذا الإجلاس على المولى (٦) التَّفْتَازَانِي، وكان يقول: فرضنا أنهما سيان في الفضل والعرفان فللسيد


(١) أ: المصباح.
(٢) ع: الصدور.
(٣) ع: لا إلى.
(٤) أ: وأولاهما.
(٥) ض: المواصلان.
(٦) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>