للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

دخل في أيام بدايته مدرسة بديار مصر، فوجد شيخًا بقَّالًا يتوضأ من بركة فيها من غير ترتيب، فقال له: يا شيخ أنت في هذا السن، وفي مثل (١) هذا البلد، ولا تحسن الوضوء؟! فقال له: يا عمر، ما يفتح عليك بمصر، فجاء إليه، وجلس بين يديه، وقال: يا سيدي، ففي أي مكان يفتح عليّ؟ فقال: بمكة، فقال: يا سيدي أين مكة مني؟ فقال له: هذه مكة، وأشار بيده نحوها، فكشف له عنها، وأمره الشَّيخ بالذهاب إليها في ذلك الوقت، فوصل إليها في الحال، وأقام بها اثنتي عشرة سنة، ففتح عليه، ونظم بها ديوانه المشهور.

ثم بعد مدة سمع الشَّيخ المذكور يقول: تَعَالَ يا عمر احضر موتي، فجاء إليه، فقال: خذ هذا الدينار فجهِّزني به (٢)، ثم احملني وضعْني في هذا المكان، وأشار إلى مكان بالقَرَافة، وهو الموضع الذي دفن فيه ابن الفارض، ثم انتظر ما يكون من أمري، (قال: عمر) (٣): فعاينته، ولم أزل معاينًا له حتى فرغت من تجهيزه، ثم حملته ووضعته فيه؛ (أي في الموضع) (٤)، ووقفت، فإذا أنا برجل قد نزل من الهوى، فصلَّينا عليه، ثم وقفنا ننتظر ما يكون من أمره، وإذا بالجو قد امتلأ بطيور خضر، فجاء طائر كبير، فابتلعه، ثم طار، فتعجبت منه (٥).

فقال ذلك الرَّجل: لا تعجب، فإنّ أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر ترعى في الجنة، وتأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، قال:


(١) ساقطة من: أ.
(٢) زائدة في ع: إذا أنا مت.
(٣) ساقطة من: أ، ض.
(٤) ساقطة من: ض، أ.
(٥) ع: من ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>