للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نجم الدِّين: يجوز للرجل أن يسأل عما هو عالم به تعجبًا منه، انتهى ما في "التقرير".

رأيت في "طبقات الشَّافعية الوسطى" للسبكي وعن عبد الكريم الرَّازِي الشَّافعي أنّ للفقهاء شرطًا وللصوفيَّة شرطًا، ومن شرط الفقيه أن يعترض على أستاذه، ويصير إلى حالة تمكنه أن يقول لأستاذه: لِمَ، ويحسن الاعتراض عليه، ومن شرط الصوفية أن لا يعترض على شيخه أصلًا، ويكون كالميت بين يدي الغاسل.

وقال السُّبْكي : سمعت والدي يقول: سمعت عمِّي - يعني أبا البقاء يحيى بن علي بن تمام - يقول: كنا حاضرين في الدَّرس عند قاضي القضاة صدر الدِّين ابن بنت الأعزِّ، وهو يلقي حديث: "إنّ أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر" (١)، فحضر الشَّيخ علم الدِّين العراقي صاحب "الإنصاف في شرح الكشَّاف، فما استقر جالسًا حتى قال على وجه السؤال: لا يخلو إما أن يحصل للطير الحياة بتلك الأرواح أم لا، والأول عين ما تقوله التناسخية، والثاني مجرد حبس للأرواح وسجن؟

قلت: والجواب عن هذا أنَّا نلتزم الثاني، ولا يلزم (٢) كونه مجرد حبس وسجن؛ لجواز أن يقدر الله تعالى لها في تلك الحواصل من السرور والنعيم ما لا تجده في الفضاء الواسع، إلى هنا من كلام السُّبْكي.

وفي (٣) "كفاية المعتقد" للشيخ الإمام العالم (٤) الرَّباني جمال الدِّين اليافعي الشَّافعي (٥): أنّ الشَّيخ العارف بالله زين الدِّين عمر بن الفارض قدس الله سره،


(١) أخرجه الترمذي (١٦٤١) من حديث كعب بن مالك ، وقال: حسن صحيح.
(٢) ع: يلتزم.
(٣) ساقطة من: أ.
(٤) ع: العلامة.
(٥) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>