للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عَلَى قَرْيَةٍ﴾ (١) إلى أن قال: ﴿وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ﴾، اختلفوا في هذا المارِّ على ثلاثة أقاويل، ومن جملتها أنّه الخضر، فقوله: ﴿آيَةً لِلنَّاسِ﴾ أي أعجوبة، وهو بقاؤه وحياته التي هي كرامة له، قال الجامع: فأية آية أظهر من هذا وأعرف.

وفي (٢) معالم التنزيل أيضًا إنهم اختلفوا في هذا المارَّ، وقال وهب بن منبه: هو راميا بن ملتيا (٣)، وكان من سبط هارون وهو الخضر.

أما الجواب عن قولهم: لا يجوز نبي بعد نبينا ، قلت: الكلام على الخضر ، وقد اختلفوا فيه أنّه ملك أو بشر، ومن قال: إنّه بشر اختلفوا فيه أيضًا أنه نبي كما قال مقاتل: إنّ اليسع هو الخضر (٤)، وبعضهم قالوا: إنّ ذا الكفل هو الخضر، وقال غيره: وهو عبد صالح، وليس بشيء، ذكره في "التمهيد" أيده ما ذكره في "معالم التنزيل".

والصحيح الذي جاء في التواريخ وثبت عن النبي (٥) أنّ العبد المذكور في


(١) سورة البقرة: ٢٥٩ وتمام الآية ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ﴾.
(٢) أ: ذكر.
(٣) أ: مليان؛ ولعل الصواب (أرمياء بن حلقيا).
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٢٩٦).
(٥) انظر: "تفسير ابن كثير" (٥/ ١٧٥) دار طيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>