للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الخضر إلى هذا الوقت، وقال بعضهم: إنّه باق؛ لأنّه شرب من ماء عين الحياة، وزاد في "معالم التنزيل" أيضًا أن الخضر والإلياس حيَّان يلتقيان في كل سنة بالموسم.

وذكر في الفصل الحادي عشر من الباب الأول من "كتاب مختصر التاريخ: أن مذهب أهل السنة والجماعة أنّ الخضر وإلياس حيَّان، وفي "تفسير البستي" و"معالم التنزيل": ذهب آخرون إلى أنّه غير باق؛ لأنّه لو كان باقيًا لعرف، ولو عرف لظهرت له آيات، ولأنه لا يجوز أن يكون نبيّ بعد نبينا ، وهذا على قول من قال: إنّه نبي.

واحتج في "معالم التنزيل" بقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [الأنبياء: ٣٤ - ٣٥]، وبقوله : "أرأيتكم ليلتكم هذه فإنّ رأس مئة لا يبقى في هذا اليوم على ظهر الأرض" (١)، ولو كان الخضر حيًّا لكان لا يعيش بعده.

قال الجامع (أي صاحب "الفتاوى الصوفية") (٢): والحجة من جانب الدِّين قالوا: إنه باقٍ من وجوه؛ فمنها ساغ لهم أن يقولوا: "اليقين لا يزول بالشك والظن"، وساغ لهم لو أجابوا عن التعليلات المذكورات لأهل النفي، وقالوا: إنّ قولهم لو كان باقيًا لعرف ولو عرف لظهرت آياته.

ذكر في "تفسير البستي" في سورة البقرة في قوله تعالى: ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ


(١) رواه البخاري (٣٤)، ومسلم (٢٥٣٧)، من حديث عبد الله بن عمر .
(٢) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>