للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لا يصالح فلانًا ولا يخاصمه فوكل من فعل يحنث فيه بالأمر، وبفعله بنفسه، ولم يحكِ فيه خلافًا، وذكر (في "مختصره") (١) في موضع آخر أنّه لا يحنث بالتوكيل، وعليه مشى شيخنا في شرح "الهداية"، وصرح في "البَزَّازية" بأن الفتوى على أنها ملحقة بهذا القسم.

وعلى كل حال فلا وجه لتوهيم صاحب "الفوائد" وإن كانت الفتوى على خلاف ما نظمه، قالوا: إنّ نظم قاضي القضاة نجم الدِّين إبراهيم الطَّرَسُوْسِي مسبوق إلى جمع المسائل الغريبة والوقائع العجيبة، ولكن ابن وهبان أظهر في ذلك المعنى في "نظم قصيدته الرائية" اليد البيضاء، وكأنها هي الكلمة العليا، ضمَّنه قصيدته باحتطام من غير تغيير معناه، وجاءت في دون قدر نصف ما نظمه وأملاه لما كان طلبه منه في حياته، فلم يسمح به، وأنه بعد موته ظفر به نظم نجم الدِّين الطَّرَسُوْسِي (٢) مسألة أي جانٍ إذا مات من جنى عليه بتلك الجناية يجب عليه شطر الدية، وإن عاش يجب عليه الدية كاملة، وقال:

يا سراة الأقران والأعيان … وحماة لمذهب النعمان

هذه نكتة أسائل عنها … أذكياء الشيوخ والشبان

رجل قد هفا بغير اختيار .... منه فيما مضى من العدوان

فجعلتم جزاء ذلك أن ما … ت وإن عاش ما هما سيَّان

بل جعلتم ضعف الذي قد رووه … بعد موت له بلا نكران

بحياة له إذا عاش فيها … فأعجبوا منه يا أولي الإتقان

واذكروا وجهه حماكم إلهي … يوم عرض الورى على النيران


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>