لا يكلمه، ثم بعد ذلك ذكر له حكاية، قال مولانا جلال الدين: كان الصَّدر جهان عالمًا ببخارى يخرج من مدرسته ويتوجه إلى بستان له، فيمر بفقير على الطريق في مسجد فسأله فلم يتفق له أن يعطيه شيئًا، وأقام على ذلك مدة سنين كثيرة، فقال الفقير لأصحابه ألقوا عليَّ ثوبًا وأظهروا أني ميت، فإذا مر الصَّدر جهان فاسألوه شيئًا، فلما مر الصَّدر جهان قالوا: يا سيدي هذا ميت، فدفع له شيئًا من الدراهم، ثم نهض الفقير وألقى الثوب عنه، فقال الصَّدر جهان: لو لم تمت ما أعطيتك شيئًا (١)، فلما فرغ مولانا جلال الدِّين من الحكاية خرج الشَّيخ قطب الدِّين على وجهه، وذلك أنّ الشَّيخ جلال الدِّين فهم عن الشَّيخ قطب الدِّين أنّه جاءه ممتحنًا له، مات سنة اثنتين وسبعين وستمئة، انتهى.
أوصى المولى جلال الدِّين إلى أصحابه حين مرض، وقال:"أوصيكم بتقوى الله في السر والعلانية، وبقلة الطعام، وقلة المنام، وقلة الكلام، وهجران المعاصي والآثام، ومواظبة الصيام، ودوام القيام، وترك الشهوات على الدوام، واحتمال الجفاء من جميع الأنام، وترك مجالسة السفهاء والعوام، ومصاحبة الصالحين والكرام، وإن خير الناس من ينفع الناس، وخير الكلام ما قل ودل، والحمد لله وحده".
جاء الشَّيخ صدر الدِّين القُونَوي قدس سره لعيادته فقال: شفاك الله شفاءً عاجلًا، رفع درجات باشد، اميد است كه صحت باشد، فقال المولي جلال الدين:"بعد ازين شفاك الله شمارا باد، همانا كه در ميان عاشق ومعشوق بيراهني از شعر بيش نمانده است، نمي خواهيد كه نور بنور ببيوندد؟ " وفرمود:
من شدم عريان زتن أو ازخيال … مي خرامم درنهايات الوصال