للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رأيت في ديوان الإمام العلامة شمس الحق والدين القاضي أبو القاسم المعزي قصيدة يمدح بها الإمام الأجَل الأستاذ نجم المِلَّة والدِّين الزَّاهدي بعد ما بلغ الروم وسكن فيها، قال في أثناء هذه القصيدة:

حَزمنا إلى لا رندة العِيْس للسَّرى … ببهماءَ ما فيها خُزامى ولا رند

فيا حاديها رجلًا كلَّ حسرة (١) … تزف إذا ارتاعت الرّبد

إمام الهدى ركن الشَّريعة ماجد … تعاضد في عليائه الجد والجد

أقروا له بالفضل طرًّا وسلَّموا … وهل تجحد الريَّاء إذا سطح الند

شائي رتب الأشياخ قبل اكتهاله … وأرضع در الفضل إذ ضمه المهد

فمن مثل نجم الملَّة المُلْهم الذي … بديهته تهمي الصواب ولا تعد

وأين كبرهان (٢) الأئمَّة حافظ … بقنياه بان الشرع واتضح الرشد

وناهيك صدر الدِّين من ذي فضائل … وحاوي فنون لا يحيط بها العد

ونجم الهدى الأستاذ للخلق قدوة … شجيته التأليف والدرس والزهد

فمن مبلغ الأملاك بالروم أنهم … أفاضوا علينا ما يحق له الحمد

فأكرامهم ركن الشَّريعة قد نبا … لهم شرفًا في مصرنا ليس ينهد

بكلِّ مكانٍ منه في كلِّ ساعة … لكلِّ لسان من ممادحهم ورد

إمام الهدى خُوَارِزْم بعدك أوحشَتْ … علينا وإن جنت ببهجتها السُّغْد

أينفع أكباد إليك تعطَّشَتْ … أو آذى (٣) حجون يجلس بها الممد

منابرها تصبوا إليك وتشتكي … محاريبها كم ذا التجنب والبعد


(١) أ: أحرة.
(٢) أ: لبرهان.
(٣) أ: إذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>