للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أبا العبّاس لما صنف هذا الكتاب أخذه عنه ابن الرَّاوندي المشهور بفساد الاعتقاد والزندقة، وأخذه النّاس من يد ابن الرَّاوندي (وكتبوه منه) (١)، فكأنه عاد عليه شؤمه، فلا يكاد ينتفع به.

مات المبرد في سنة خمس وثمانين ومئتين، ولما مات قال ثعلب في المبرد هذين البيتين:

ذهبَ المبرِّد وانقضَتْ أيَّامُه … وليذهبنَّ مَعَ المبرِّد ثَعلبُ

بيتٌ من الآدابِ أضحى نصفُه … خَربًا وباقي نصفِه فسَيَخْرَبُ

مات ثعلب سنة إحدى وتسعين ومئتين، ودفن في مقبرة باب الشام ببغداد.

وأخذ المازني، عن الأصمعي عبد الملك بن قريب صاحب النحو واللغة والملح والأخبار وعلم الأنساب والأيام.

وكان ذا يد غراء في اللغة لا يعرف مثله فيها، وكان صدوقًا في الحديث، وأخذ عن الأصمعي أيضًا أبو حاتم السجستاني، وهما أخذا أيضًا عن أبي عبيدة مَعْمَر (٢) بن المثنَّى، وهو من أعلم النّاس باللغة وأخبار العرب وأنسابها.

وقرأ المازني "كتاب سيبويه" على أبي الحسن سعيد بن سعدة الأخفش، وأخذ الأخفش (٣) عن سيبويه، وهو الطريق إلى "كتاب سيبويه".

قال الأنباري في "نزهة الأدباء": كان أبو الحسن سعيد بن سعدة الأخفش قد أخذ عمن أخذ عنه سيبويه، فإنّه كان أسن من سيبويه، وأخذ عن سيبويه أيضًا وهو


(١) ساقطة من: أ.
(٢) أ: يعمر.
(٣) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>