للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والثاني ابن دريد عن أبي حاتم السِّجستاني، وكان أعلم الشعراء وأشعر العلماء، وله تصنيفات: منها "كتاب الجمهرة في اللغة"، و"كتاب الاشتقاق"، و"كتاب الخيل الكبير"، و"كتاب الخيل الصغير"، و"كتاب الأنواء"، و"كتاب الملاجن"، و"كتاب أدب الكتاب"، و"كتاب المجتبى"، و"كتاب المقتنى"، وغير ذلك.

مات سنة إحدى وعشرين وثلاثمئة.

وكان المبرد شيخ أهل النحو والعربية، انتهى إليه علمها بعد المازني، وهو أخذ عن المازني، حكي أنَّ المبرد بدأ بقراءة "كتاب سيبويه" على أبي عَمْرو الجرمي وختمه على أبي عُثمان بكر بن محمَّد المازني.

روي عن ابن السراج أنّه قال: كان بين أبي العبَّاس المبرد وأبي العبَّاس ثعلب من المنافرة ما لاخفاء به، ولكن كان أهل التحصيل يفضلون المبرد على الثعلب.

ورأيت في "نزهة الأنباري": أنّ أبا العبَّاس ثعلبًا تخلف أبا العبَّاس المبرد بكلام قبيح، فبلغ المبرد ذلك فأنشد:

رُبَّ مَنْ يَعنيهِ حالي … وهو لا يَجري بِبَالي

قلبُهُ ملآنُ منِّي … وفؤادي منهُ خالي

فلما بلغ ثعلبًا ذلك، لم تسمع منه بعد ذلك في حقه كلمة قبيحة.

قال الزَّجاج: لما قدم المبرد بغداد جئت لأناظره، وكنت أقرأ على أبي العبَّاس ثعلب، فعزمت على إعناته، فلما فاتحته ألجمني بالحجة، وطالبني بالعلة، وألزمني إلزامات لم أهتد إليها، فاستيقنت فضله، واسترجحت عقله، وأخذت في ملازمته.

وقال الأنباري: صنف كتبًا كثيرة ومن أكبرها "كتاب المقتضب"، وهو كتاب نفيس إلا أنّه قلما يشتغل به أو ينتفع به، وكان السر في عدم الانتفاع بهذا الكتاب أنّ

<<  <  ج: ص:  >  >>