للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وخمسمئة، كتبه عبد الغفور بن لقمان بن محمَّد الحجي الكَرْدَري البرايقيني.

وكان قد كتب على أعلى ما كتب: أملى الشَّيخ الإمام الأجَل، السيِّد العالم الأوحد، تاج الدِّين قدوة الفريقين، شرف القضاة، أبو المفاخر، عبد الغفور بن لقمان الكَرْدَري أمتع الله المسلمين بطول حياته، آمين.

وكتب عند التمام آخر المجلد الثاني من "شرح التجريد": والحمد لله حق حمده، وصلاته على سيد المرسلين، والمختار من الخلق أجمعين محمَّد بن عبد الله الأمين، وعلى آله وأصحابه الأكرمين، وعلى التابعين بإحسان إلى يوم الدِّين.

وافق الفراغ منه للفقير إلى رحمة ربه محمَّد بن يوسف بن علي الغَزْنَوي في ثالث رجب من سنة سبع وخمسين وخمسمئة، بمدينة حلب عمَّرها الله، يتلوه في الجزء الثالث كتاب المضاربة.

قال فيه، في كتاب الأيمان: إنها تتنوع إلى يمين بالله وإلى يمين بغيره.

فاليمين بالله ثلاث: يمين تكفَّر، ويمين لا تكفَّر، ويمين نرجو أن لا يؤاخذ الله بها صاحبها، فالتي تكفَّر هي اليمين على أمر في المستقبل؛ إما بمنع النفس أو بحملها عليه، وهي اليمين المعقودة التي نصَّ عليها في سورة المائدة، وإنها على ثلاثة أضرب:

أحدها: ما يجب فيه البر، وهو اليمين على فعل الطاعات وترك المعاصي.

والثاني: ما يجب فيه الحنث، وهي اليمين على فعل المعاصي وترك الطاعات؛ لقوله : "من حلف أن لا يطيع الله فليطعه، ومن حلف أن لا يعصي الله فلا يعصه" (١).


(١) رواه البخاري (٦٦٩٦) من حديث عائشة ، بلفظ: "نذر" بدل "حلف".

<<  <  ج: ص:  >  >>