للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أبي بكر بن عبد الجليل: كان يخطر ببالي عند ابتداء حالي أن يكون في الفقه كتاب فيه من كل نوع، صغير الحجم، كثير الرسم، وحيث وقع الاتفاق بطواف العراق، وجدت (١) المختصر المنسوب إلى القُدُوري أجلَّ (٢) كتاب، في أحسن إيجاز وإعجاب، ورأيت كبراء الدهر يرغبون الصَّغير والكبير في حفظ "الجامع الصغير"، فهممت أن أجمع بينهما، ولا أتجاوز فيه عنهما إلا ما دعت الضرورة إليه، سمَّيته "بداية المبتدي"، ولو وفِّقت لشرحه لوسمته بـ "كافية المنتهى"، انتهى.

لقد وفَّقه الله تعالى حيث قال حين بداية "الهداية": قد جرى على الوعد في مبدأ "بداية المبتدي" أن اشرحها بتوفيق الله تعالى شرحًا أوسمه بـ "كفاية المنتهي"، فشرعت فيه، والوعد يسوغ بعض المساغ، وحين أكاد عنه أتكأ عنه اتكاء الفراغ تبينت فيه نبذًا من الإطناب، وخشيت أن يُهجر لأجله الكتاب، فصرفت العنان والعناية، إلى شرح آخر موسوم بـ "الهداية"، أجمع بتوفيق الله بين عيون الرواية ومتون الدراية، حتى إنّ من سمت همته إلى مزيد الوقوف يرغب إلى الأطول والأكثر، ومن أعجله الوقت عنه يقتصر على الأقصر والأصغر:

ومن مذهبي حبُّ الدِّيار وأهلها … وللناس فيما يعشقون مذاهب

وبالله العون والعصمة والتوفيق] (٣).

قلت: فإني قرأت "كتاب الهداية" على أستاذ الفضلاء صدر العلماء السيِّد الفاضل الكامل المستغني، عن قضاء العسكر، بأنا طولى محيي الدِّين السَّيِّد (٤) محمَّد بن عبد


(١) أ: وجدبي.
(٢) ض: أجمل.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>