للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال الشَّيخ الإمام الأجَل السيِّد الأوحد الكبير العالم الزاهد قاضي القضاة، جمال الدِّين شمس الإسلام، ركن الشَّريعة محي السنَّة، تاج الأمة، أوحد الزمان، مفتي العصر، عماد الفريقين، أبو سعد، المطهَّر بن الحسين بن سعد بن علي بن بُندار اليَزدي أدام الله علوه:

اعلم أنَّ مشايخنا كانوا يعظمون "الجامع الصَّغير" الذي صنَّفه الإمام محمَّد ابن الحسن الشَّيباني ، حتى قالوا: لا يصلح المرء للفتوى ولا للقضاء إلا إذا حفظ مسائل هذا الكتاب، وحكي أنّ أبا يوسف لما عرض عليه هذا الكتاب استحسنه وكان لا يفارقه في السفر ولا في الحضر. وقالوا: ليس في كتب أصحابنا كتاب أدل على معرفة المذاهب والأصول من هذا الكتاب.

فلما كان هذا كلام مشايخنا في مدح هذا الكتاب قلت: لا بدَّ من بيان واضح، وشرح جامع، يسهل على المبتدي إدراكه وحفظه، وعلى المنتهي انشاءه ودرسه، فلما قصدت ما تأملت، سألتموني -وفقكم الله لطاعته- أن أشرحه على ترتيب "المختصر" الذي اختصره شيخنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن مالك الزَّعفَراني، وهو على الترتيب الذي ذكره محمَّد بن الحسن، إلا أنّه جعله مبوّبًا، وذكر كتاب الشفعة في البيع، وأن أذكر فيه ما يعتمد عليه مشايخ العراق وخراسان إن كان بينهما مخالفة؛ ليكون شرحًا جامعًا فيه كلام الفريقين.

وأن ألحق في كل موضع ما يحتاج إليه من المسائل الظاهرة التي لابد من معرفتها قدرًا لا يطول به الكتاب، وأن أشير إلى ما لم يذكره محمد في تصانيفه إلّا هاهنا أنّه من الخواص، فأجبتكم إلى جميع ما سألتموني، غير أني لم أذكر صفة الطهارة والصلاة والحج على الترتيب؛ لأني ذكرت فيما جمعت قبل هذا الكتاب، وأخاف أن يطول به الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>