للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كلام في ذلك، فرفع الكساني على الفقيه المقرعة، فقال ملك الروم: هذا افتيات على الفقيه، فاصرفه عنا، فقال الوزير: هذا رجل كبير ومحترم لا ينبغي أن يصرف، بل تنفذه (١) رسولًا إلى الملك نور الدِّين محمود.

فأرسل إلى حلب، وكان قبل ذلك قدم الرضى السَّرَخْسي صاحب "المحيط" إلى حلب، فولَّاه نور الدِّين الحلاوية، واتفق عزله كما يجيء في ذكره، فولي الحلاوية عوضه بطلب الفقهاء، وطلبوا منه الكلام في مسألة، فقال: لا أتكلم في مسألة فيها خلاف أصحابنا، فعينوا مسائل كثيرة، فجعل كلما ذكروا مسألة يقول ذهب إليها من أصحابنا فلان وفلان، فلم يزل كذلك حتى أنهم لم يجدوا مسألة إلا وقد ذهب إليها من أصحابنا واحد، فانتهى المجلس على ذلك.

وعن ضياء الدِّين محمَّد بن خميس الحنفي أنّه قال: حضرت الكساني عند موته فشرع في قراءة سورة إبراهيم حتى انتهى إلى قوله: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧] مات في عاشر رجب سنة سبع وثمانين وخمسمئة، ودفن داخل مقام إبراهيم الخليل بظاهر حلب، عند قبر زوجته فاطمة، والدعاء عند قبرهما مستجاب، وذلك مشهور بحلب، وقبرهما معروف عند الزوَّار.

وفي الفصل الأول من كتاب الصوم من "الفتاوى الظَّهِيرِيَّة": صوم ستة أيام من شوال مكروه عند أبي حنيفة متفرقًا أو متتابعًا، وقال أبو يوسف : كانوا يكرهون أن يتبعوا رمضان صيامًا خوفًا من أن يلحق بالفريضة، وعن مالك


(١) أ: ننفذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>