للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قالوا: لا رواية في وجوب الصوم عليه، إنما الرواية أن يصوم، وهو محمول على النَّدب احتياطًا، انتهى.

وصاحب "الهداية" اقتفى صاحب "التحفة" حيث قال: من رأى هلال رمضان وحده صام وإن لم يقبل الإمام شهادته؛ لقوله : "صوموا لرؤيته" (١)، وقد رأى ظاهرًا، ولو أكمل هذا الرَّجل ثلاثين يومًا لم يفطر إلا مع الإمام؛ لأن الوجوب عليه للاحتياط، والاحتياط بعد ذلك في تأخير الإفطار، ومن رأى هلال الفطر وحده لم يفطر احتياطًا، وفي الصوم الاحتياط في الإيجاب.

وله "كتاب السُّلطان المبين في أصول الدين".

تفقَّه عليه أحمد بن محمَّد بن محمود بن سعيد الغَزْنَوي صاحب "مقدمة الغزنوي" المشهورة، وأبو السرايا خليفة بن سليمان الحلبي الخُوَارِزْمي، وولده (٢) محمود بن أبي بكر بن مسعود الكاساني، وكان محمود هذا قد ولي المدرسة النُّورية بعد وفاة أبيه علاء الدِّين الكاساني، وروي أنّ حسام الدِّين علي بن أحمد الرَّازي كان يدبر حال محمود بن أبي بكر الكاساني بعد وفاة أبيه في المدرسة المزبورة، وكان أحمد الغَزنوي يعيد درسه بالمدرسة الحلاوية بحلب.

وفي "الجواهر المضية": أرسل الكاساني رسولًا من ملك الروم إلى نور الدِّين محمود بحلب، وسبب ذلك أنّه تناظر مع فقيه من بلاد الروم في مسألة المجتهدين، هل هما مصيبان أم أحدهما مخطئ، فقال الفقيه: المنقول عن أبي حنيفة أنّ كل مجتهد مصيب، فقال الكساني: لا، بل الصحيح عن أبي حنيفة أنّ المجتهد يصيب ويخطئ، والحق في جهة واحدة، وهذا الذي تقول مذهب المعتزلة، وجرى بينهما


(١) رواه البخاري (١٩٠٩)، ومسلم (١٠٨١)، من حديث أبي هريرة .
(٢) أ: وولد.

<<  <  ج: ص:  >  >>