للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الإسلام أبي اليسر البَزْدَوي وعن أبي المعين ميمون المَكْحُولي وعن مجد الأئمَّة السُّرْخَكَتِي السابق ذكرهم في ضياء الدِّين قبيل هذا.

قال في أول "البدائع": قد كثرت تصانيف مشايخنا في هذا الفنِّ قديمًا وحديثًا، وكلهم أفادوا وأجادوا، غير أنهم لم يصرفوا العناية إلى الترتيب سوى أستاذي وارث السنة ومورثها الشَّيخ الإمام الزاهد علي الدِّين رئيس أهل السنة محمَّد بن أحمد بن أبي أحمد السَّمَرْقندي ، فاقتديت به فاهتديت فأهديت؛ إذ الغرض الأصلي والمقصود الكلي من التصنيف في كلِّ فنٍّ من فنون العلم هو تيسير سبيل الوصول إلى المطلوب على الطالبين وتقريبه إلى أفهام المقتبسين، ولا يلتئم هذا المرام إلا بترتيب تقتضيه الصناعة وتوجيه الحكمة، وهو التفحص (١) عن أقسام المسائل وفصولها وتخريجها على قواعد أصولها؛ لتكون أسرع فهمًا، وأسهل ضبطًا، وأيسر حفظًا؛ لتكثر الفائدة وتتوفر العائدة.

فصرفت عنايتي إلى ذلك، وجمعت (٢) في كتابي هذا جملًا من الفقه مرتَّبة بالترتيب الصناعي، والتأليف الحكمي الذي يرتضيه أرباب الصَّنعة، وتخضع له أهل الحكمة، وسمَّيته "بدائع الصنائع في ترتيب الشَّرائع".

قال صاحب "التحفة" في كتاب الصوم من "التحفة": ولو رد القاضي شهادة المتَّهم بالفسق إذا كانت السماء مغيمة أو لتفرده إذا كانت السماء مصحية وإن كان عدلًا، فإنّه يجب عليه أن يصوم ذلك اليوم.

ولو أفطر بالجماع لا تلزمه الكفارة عندنا خلافًا للشافعي، وهي مسألة معروفة، وقال الكاساني في "البدائع": وجوب الصوم عليه ممنوع، فإن المحققين من مشايخنا


(١) أ: التصفح.
(٢) أ: وجمعته.

<<  <  ج: ص:  >  >>