للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يوحى، أوصله إليه عن الله جبريل، وهو الشَّديد القوى، ثم أخبر تعالى عن فضيلته بقصَّة الإسراء، وانتهائه إلى سِدْرة المنتهى، وتصديق بصره فيما رأى، وأنّه رأى من آيات ربه الكبرى.

وقد نبَّه على مثل هذا في أول سورة الإسراء، ولما كان ما كاشفه (١) من ذلك الجبروت، وشاهده من عجائب الملكوت، لا تحيط به العبارات، ولا يستقلُّ بحمل سماع أدناه العقولُ رمز تعالى بالإيماء، والكناية الدَّالة على التَّعظيم فقال: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ [النجم: ١٠]، وهذا النوع من الكلام يسميه أهل النَّقد والبلاغة بالوحي والإشارة، وهو عندهم أبلغ أبواب الإيجاز.

وقال تعالى: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: ١٨] (٢) انحسرَتِ الأفهام عن تفصيل (٣) ما أوحى، وتاهَتِ الأحلام في تعيين تلك الآيات الكبرى، ومنها أبرزه الله تعالى للعَيان (٤) من خلقه، على أتمِّ وجوه الكمال والجلال، وتخصيصه بالمحاسن الجميلة، والأخلاق الحميدة، (والمذاهب السَّديدة، والفضائل العديدة) (٥)، وتأييده بالمعجزات الباهرة، (والبراهين الواضحة) (٦)، والكرامات البيِّنة الَّتي شاهدَها من عاصره، ورآها من أدركه، وعلمها علم يقين من جاء بعده، حتى انتهى علمُ حقيقة ذلك إلينا، وفاضت أنواره (٧) علينا، تسليمًا كثيرًا.


(١) أ: مكاشفته.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ع: تفسير.
(٤) ع: لأعيان.
(٥) ساقطة من: ع.
(٦) ساقطة من: ع.
(٧) ع: الأنوار.

<<  <  ج: ص:  >  >>