للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ويكلفها مشاق العبادات، ويتلوها بأنواع القرب والطاعات، إلى أن صار قطب الوجود والبركة العامة لكل (١) موجود، وذلك ببركة صحبته شيخ الشيوخ فضل بن محمَّد أبو علي الفارمدي، فكان مرشد الطريقة الموصلة إلى رضاء الرَّحمن.

ثم رجع إلى بغداد، وعقد بها مجلس الوعظ، وتكلم على لسان أهل الحقيقة، وحدث بكتاب "الإحياء"، ثم عاد إلى نيسابور، فدرس بالمدرسة النظامية بنيسابور مدة، ثم رجع إلى طوس، واتخذ إلى جانب داره مدرسة للفقهاء وخانقاه للصوفية، ووزع أوقاته لختم (٢) القرآن، ومجالسة أرباب القلوب، (وتدريس طلبة) (٣) العلم، وإدامة الصلاة والصيام وسائر العبادات إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى بطوس، يوم الإثنين رابع جمادى (٤) الآخرة، سنة خمس وخمسمئة.

وفي "نفحات الأنس": حجَّة الإسلام محمَّد بن محمَّد بن محمَّد الغزالي، كنيته أبو حامد، ولقبه زين الدين، وكان انتسابه في التصوف إلى الشَّيخ أبي علي الفارمدي الطوسي.

قال أبو حامد محمَّد الغزالي: لقد سمعت الشَّيخ أبا علي الفارمدي قدس الله تعالى سره عن شيخه أبي القاسم الكُرْكاني قدس سره أنه قال: إنَّ الأسماء التسعة والتسعين تصير أوصافًا للعبد (٥) السالك، وهو يعد في السلوك غير واصل.

وذكر الدَّمِيْرِي في "حياة الحيوان" في ذكر الحمامة: ما حكي لنا واشتهر ورويناه


(١) أ: (على كل).
(٢) ض، ع: بختم.
(٣) ع: وطلبة.
(٤) ض: جماد.
(٥) ض، ع: لعبد.

<<  <  ج: ص:  >  >>