للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

له كتاب في أصول الفقه وشرح "السير الكبير"، أملاهما وهو في الجب، فلما وصل إلى باب الشروط حصل له الفرج فأطلق، فخرج في آخر عمره إلى فَرغانة، فأنزله الأمير حسن بمنزله، فوصل إليه الطَّلبة، فأكمل الإملاء بدهليز الأمير حسن، كذا نقل عماد (١) في "المسالك".

قال فيه: ومن فطنته مع هذا الحفظ أنَّ الأمير زوَّج أمهات أولاده من خدامه الأحرار، فسأل العلماء الحاضرين عن ذلك، فقالوا: نِعم ما فعلت، فقال شمس الأئمة: أخطأت؛ لأنَّ تحت كل خادم امرأة (٢) حرة، فكان تزوج الأمة على الحرة، فقال الأمير: أعتقت هؤلاء وجددوا العقد، فسأل (٣) العلماء الحاضرين عن ذلك، فقالوا: نِعم ما فعلت، فقال شمس الأئمة: أخطأت؛ لأن العدة تجب على أمهات الأولاد بعد الإعتاق، فأعجب الأمير والعلماء رأيه وفقهه، وأقر الفقهاء له بالتقدم والفضل.

وهو الأستاذ الذي نشر العلم إملاء وتذكيرًا وتصنيفًا، والمجتهد الذي أحاط العلوم كلامًا وأصولًا وفروعًا، وجمع الفتوى، وكان لجمعها جموعًا، حتى أنسى الأسلاف وتقدم الأخلاف، فكم متأخر في الزمان أعلى في رتبة الاجتهاد والفقه ممن تقدمه بزمان.

في "فتاوى قاضي خان" في فصل من يوضع فيه النذور: السُّلطان الجائر إذا أخذ صدقة الأموال الظاهرة اختلفوا فيه (٤)، والصحيح ما قاله أبو جعفر: إنه يسقط الزكاة


(١) ع: عما.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) أ: فسألوا.
(٤) زيادة من ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>