للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان للكرخي طبقة عالية بين أصحابنا، عدُّوه من المجتهدين في المسائل، القادرين على استنباط الأحكام في المسائل التي لا نصَّ فيها عن صاحب المذهب، على حسب أصول مقتضى (١) قواعده.

وله "المختصر"، و"الجامع الكبير"، و"الجامع الصغير"، قرأها عليه تلامذته المذكورون، وسمعها عنه أصحابه المزبورون وغيرهم.

وكان زاهدًا ورعًا، لم (٢) يقبل العمل والقضاء، وكان من يتولى القضاء من أصحابه يهجره (٣).

كان مولده سنة ستين ومئتين.

أصابه الفالج في آخر عمره، فكتب أصحابه إلى سيف الدولة بما ينفق عليه، فلما علم بذلك بكي، وقال: اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عودتني، فمات قبل أن تصل إليه صلة سيف الدولة في ليلة النصف من شعبان سنة أربعين وثلاثمئة.

وفي "أصول فخر الإسلام علي البَزْدوي" في باب العام إذا لحقه الخصوص قال: فإن لحق هذا العام خصوص فقد اختلف فيه؛ فقال أبو الحسن الكَرْخي : لا يبقى حجَّة أصلًا؛ سواء كان المخصوص معلومًا أو مجهولًا، وقال غيره من مشايخنا: إن كان المخصوص معلومًا يبقى (٤) العام فيما وراء المخصوص على ما كان، وأما إذا كان المخصوص مجهولًا سقط حكم العموم، وقال: يفهم إن كان المخصوص معلومًا بقي العام فيما وراءه على ما كان، وإن كان مجهولًا فإنَّ دليل الخصوص يسقط، فعلى


(١) أ: بمقتضى.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) أ: يهجوه.
(٤) أ: بقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>