للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الْفِطْرَةِ، حتَّى يكون أبواه هما اللَّذين يهوِّدانه أو ينصِّرانه" (١).

ولا تكونوا مِنَ الَّذين تركوا دينَهم الَّذي أُمروا به، وكانوا فِرَقًا، فتابَعَ كلٌّ منها إمامَها الَّذي أضلَّها، كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون (٢)، مِنَ الدِّين المعوَجِّ المؤَسَّسِ على الرَّأي الزَّائغ والزَّعم الباطل، مسرورون ظنًّا منهم أنَّه حقٌّ وأنَّى له ذلك.

وذكرَ في "الفتاوى الصُّوفية" في الفصل السَّادس من الباب الأوَّل، نقلًا عن "التَّمهيد" في باب السُنَّة والجماعة، والرَّدِّ على أهل البدعة: أنَّ الجماعة من جمع على السَّواد الأعظم؛ لما روي عن عبد الله بن مسعود قال: "خطَّ رسول الله خطًّا مستقيمًا، فقال: هذا دينُ الله، ثم خطَّ عن يمينه (وعن شماله) (٣) خطوطًا، فقال: هذه سُبُلٌ، وعلى رأس كلِّ سبيل منها شيطانٌ يدعو إليه، ثم تلا قولَه تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣] " (٤).

ثمَّ أهلُ السَّوادُ الأعظم كانَ أصحابَ رسولِ الله ورضي الله عنهم ومن تابعهم من التَّابعين وتَبع التَّابعين، مثل أبي سعيد الحسن البَصْريِّ، وسفيان الثَّوريِّ، والأوزاعيِّ، وعلقمةَ الأسود، وإبراهيم النَّخَعي، والشَّعبيِّ، ومالك، وحمَّاد، وابن أبي ليلى، وأبي حنيفة، وأمثالهم.


(١) رواه البُخاري (١٣٥٩)، ومسلم (٢٦٥٨) من حديث أبي هريرة .
(٢) ساقطة من: ض، ع.
(٣) ض، أ: وشماله.
(٤) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (١١١٠٩)، وابن حبان في "صحيحه" (٦) من حديث عبد الله بن مسعود ،
ورواه ابن ماجه (١١) من حديث جابر بن عبد الله . قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (١/ ٦): هذا إسناد فيه مقال من أجل مجالد بن سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>