للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من المكاشفين: إنَّ الحسن اختفى من الحجَّاج عند حبيب العَجَمِي، وكان يسعى به، فدخل عليه الشرط، ففزع الحسن فقال له حبيب الفارسي: اقعد ورائي فإنهم لا يرونك، فقال: ويحك وما يغني عني وراءك، فقال له: اقعد حتى تبصر، قال: فدخل الشرط، فقالوا: أين الحسن؟ قيل لنا: إنّه عندك، فقال: هل ترون شيئًا؟ ففتَّشوا الدار كلها وخرجوا وهم لا يرونه. فقال له الحسن: كيف لم ينظروا إليَّ؟ قال: إنك كنت عند الله تعالى، فلم يروك، ولو كنت عندي لأبصروك. قال له الحسن: إني قد رأيتك لما دخلوا همست بشيء فهل ذكرْتَ اسم الله الأعظم؟ قال: فأما الاسم الأعظم فلا أحسنه، ولكن قلت: اللهم أحيله عندك حتى لا يبصروه.

وكان حبيب هذا أبو محمَّد من البُلَّه وأهل السلامة والغفلة، وله إجابات وإظهار كثير من الآيات والحسن إمام الأئمة من العلماء وهو فوقه درجات، وكانت توبته وزهده في الدنيا على يديه، حضر مجلسه يومًا في طلب غريم له يتقاضاه، فوقع كلام الحسن في قلبه فترك للغريم دينه، وفرق أمواله وأعتق غلمانه، وكان له ثلاثون غلامًا، كل غلام تجارة، فخرج من ذلك كله] (١).

الطريق الثاني: فبيْن معروفٍ الكَرْخي وبيْنَ النبيِّ ستة رجال:

الأول: أبو الحسن الرضا علي بن موسى ، وكان بوابًا له كما تقدم، مات في اثنين ومئتي سنة، وكان سنه تسعًا وأربعين سنة، وقبره بطوس.

والثاني: موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق، مات ببغداد مسمومًا في سنة سبع وثمانين ومئة، وقيل: إنَّه توفي في حبس هارون.

* * *


(١) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>