للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الْمُقَدَّسَةَ﴾ [المائدة: ٢١]، وكانت هذه الدِّيار في هذا العصر على أحسن (١) النِّظام، ببركة معدلة سلاطين الغرب (٢) في هذه الأيَّام، وكانت تَقْدم الفقهاء إليها من البلدان، وترحل الطَّلبة إليها للتَّفقه من كلِّ مكان، إلى أن حدث فيها تعدِّي سلاطين الجراكسة، وصار أطوارُ (النِّظام متنكِّسةً، وأحوالُ الزَّمان) (٣) منعكسة (٤)، فارتحل العلم وأهاليهم إلى بلاد الرُّوم، واجتمع فيها ذووا الفضائل وأرباب العلوم، ببركة سلطنة الخواقين العثمانيَّة، ويسرة معدلة القوانين الخاقانيَّة، وحسن همَّتهم العلماء، ولطف تربيتهم الفضلاء، وكمال رعايتهم الفقهاء، فبلغوا إلى حدٍّ لا يكاد يُحصر، ولا يُضبط بديوان ولا دفتر، سيِّما دار السَّلطنة العليَّة، قسطنطينية المحميَّة.

في كلِّ يومٍ جيادُ الفضلِ جائلُها … وكلِّ حينٍ أسودُ العِلمِ تعتركُ

قد بلغَ فقهاؤها في العلم (٥) الغاية (٦)، وفي العمل والاجتهاد النِّهاية، كلٌّ منهم في الأصول مُغْنٍ، وفي الفقه مختارٌ، وفي مجمع العلوم مشكاةٌ، وفي إفاضة الأنوار (٧) منارٌ، ولهم في كنز التَّحقيق كفايةٌ وهدايةٌ، وفي الخزانة عنايةٌ، ومنتهى الغير لهم بدايةٌ، ولأكثرهم (٨) مشاركة في العلوم كلِّها، شرعِّيها ونقليِّها


(١) ض، أ: حسن.
(٢) أ: العرب.
(٣) ع: (الزمان منكسة، وأحوال الأيام).
(٤) ساقطة من: أ.
(٥) أ: الفضل.
(٦) ع: غاية.
(٧) ع: العلوم.
(٨) ع: ولغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>