للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

السُّلطان) (١) [العادل] (٢) سنَّة، فقام عبد الله بن المبارك وقبَّل رأسه، وقال: من يحسن هذا غيرك، وأما تقبيل يد غيرهم تكلموا فيه؛ منهم من قال: إن كان الرجل يأمن نفسه وينوي حسبة وهو تعظيم المسلم وإكرامه لا بأس، والمختار فيه أنه لا رخصة فيه من المتقدِّمين إلا فيما ذكرنا.

وفي "روضة علي بن يحيى الزَّنْدَوِيْستي" في الباب العاشر في ترك الذَّنب مخافة الله تعالى: عن عبد الصَّمد المَرْوَالرُوْذي أنه قال: كنْتُ عند سفيان الثوري أسمع منه الأحاديث، وما كان يجلس للعامة فقلت: رحمك الله، لو انبسطت وجلست فيأتيك الشريف والوضيع، فيستفيدون منك ويحملون عنك؟ فقال سفيان: هل تعقل منصورًا، وإبراهيم، وعلقمة؟ فقلت: أما منصور فإمام ثقة، وإبراهيم النَّخَعي إمام من أئمة المسلمين، وعلقمة بن قيس من أفاضل أصحاب عبد الله بن مسعود.

ثم قال سفيان: حدثني منصور بن يَعْمَر، عن إبراهيم النَّخَعي، عن علقمة عن عبد الله ابن مسعود قال: قال رسول الله : "إن الله تعالى لما خلق جنات عدن دعا جبرائيل وقال: انطلق فانظر ماذا خلقت لعبادي وأوليائي؟ فذهب جبرائيل وجعل يطوف في تلك الجنان، فأشرفت إليه جارية من الحور العين في بعض تلك القصور، فتبسمت إلى جبرائيل فأضاءت جنات عدن من ثناياها، ولم يرها جبرائيل فخرّ لله ساجدًا، وظن أن النُّور من رب العالمين، فنادته الجارية: يا أمين الله! ارفع رأسك، فرفع رأسه، فنظر إليها فقال: سبحان الذي خلقك، فقالت الجارية: يا أمين الله! أتدري لمن خُلقت؟ قال: لمن خُلقت؟ قالت: إن الله تعالى خلقني لمن آثر رضي الله على هوى


(١) ساقطة من: أ.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة من "مجمع الأنهر" (٤/ ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>