للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تسليم العامة، ولم يسلِّم بالخلافة، فأقبل عليه المهدي بوجه طلق وقال: يا سفيان تفرُّ منا هاهنا وهاهنا، وتظن أنَّا لو أردناك بسوء لم نقدر عليك، وقد قدرنا عليك الآن، أفما تخشى أن نحكم فيك الآن بهَوَان؟ فقال سفيان: إن تحكم فيَّ يحكم فيك ملك قادر مفرِّق بين الحق والباطل، فقال الرَّبيع: (يا أمير المؤمنين) (١) ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا؟ ائذن لي أن أضرب عنقه. فقال له المهدي: اسكت، ويلك، وهل يريد هذا وأمثاله إلا أن نقتلهم فنشقى بهم، اكتبوا (عهده على) (٢) قضاء الكوفة، (بحيث أن لا يتعرض عليه في حكم، فكتب عهده ودفع إليه) (٣) فأخذه وخرج، فرمى به في دجلة وهرب، فطُلِب في كلِّ بلد فلم يوجد.

وتوفي بالبصرة متواريًا سنة إحدى وستين ومئة، وهو أحد الأئمة المجتهدين، اجتمع الناس على دينه وورعه.

وروي أن أبا القاسم الجنيد البغدادي كان على مذهبه، وعده السُّبْكي شافعيًّا.

حكي أن سفيان أكل ليلة زائدًا على عادته فقال: إن الحمار إذا زِيْد في علفه زِيْد في عمله، ثم قام حتى أصبح.

[وفي "تحفة علاء الدِّين السَّمَرْقندي": إن الكفاءة معتبرة في النّكاح، وقال مالك وسفيان الثوري: لا تعتبر الكفاءة لقوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣]، وهو اختيار الكَرْخي.

وفي "واقعات الصَّدر الشَّهيد" في باب الكراهة بعلامة السِّين من "واقعاته": تقبيل يد العالم أو السُّلطان (جائز؛ لما روي عن سفيان أنه قال: تقبيل يد العالم أو


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: عليه.
(٣) ع: (فكتبوا له ودفعه إليه).

<<  <  ج: ص:  >  >>