للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان من معاصريه ابن أبي ليلى وابن شُبْرُمة والثَّوري وشريك وغيرهم، يتكلَّمون فيه، ويطلبون شينه ويخالفونه، وكان أمر الإمام وشأنه يزداد قوَّة، ويكثر أصحابه، حتى كانَتْ حلقته أكبر من حلقهم؛ إذ كان أوسعهم جوابًا، فمال إليه وجوه الناس، وأكرمه الحكَّام، وقام بالنَّوائب، وعمل أشياء (١) عجز عنها عُلماء عصره، وقوي عليهم في العلم والفُتيا، وساعدته المقادير حتى كثر حُساده.

وبعضهم قد طعنوا بأنه دسَّ ابنه في بيت حمَّاد حين مات ليأخذ كتبه. (قالوا:) (٢) هذا ليس بصحيح، (ولئن صحَّ فذلك دليل على إتقانه في حفظه؛ لأن أبا حنيفة لا يستجيز الرواية إلا عن حفظ وإتقان، ولا يأمن الحافظ وإن جلَّ حفظه وحسن ضبطه، فالرجوع إلى كتب أستاذه دلالة إتقانه، لا طعن فيه ولا جرح، هكذا ذكر في "شرح أصول فخر الإسلام البَزْدَوي" في دفع هذا الطَّعن، وكان الإمام ما ضبط ضبطه من حمَّاد، فأحسن الضَّبط عنه) (٣).

وعن الحسن بن زياد: وكان الإمام يروي أربعة آلاف حديث، ألفين عن حمَّاد، وألفين عن سائر المشايخ.

وكان الإمام مشتغلًا باستخراج المسائل من الحديث، (وقليلَ الرِّواية للحديث، وكذلك كان أجلُّ الصَّحابة كأبي بكر وعمر ، كانوا مشتغلين بالعمل لا بالرِّواية، حتى قلَّتْ روايتهم) (٤).


(١) أ: بلأشياء.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>