للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

على فاسق ثقيف رقيب، والله لو أنَّ أهل المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبَّهم الله في النّار، والله لقد مات وأهل الأرض من المشرق (إلى المغرب) (١) محتاجون إلى علمه (٢).

وذكر الدَّمِيْرِي في ذكر التَّيس من "حياة الحيوان": يروى عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ، أنّه رأى الحَجَّاج في المنام بعد موته وهو جيفة منتنة، فقال له: ما فعل الله بك؟ قال: قتلني بكل قتيل قتلته قتلة (٣) واحدة، إلا سعيد بن جبير، فإنّه قتلني به سبعين قتلة، فقال له: ما أنت منتظر؟ قال: ما ينتظره الموحِّدون.

فهذا مما ينفي عنه الكفر، ويُثبت أنّه مات على التوحيد، وعند الله علم حاله، وهو أعلم بحقيقة أمره، وسابق رحمته على غضبه، وهو الكريم الغفَّار.

قيل: بعض المشايخ أكفره بما روي عنه أنه (٤) ركب يوم جمعة، فسمع ضجّة (٥)، فقال: ما هذا؟ فقيل: المحبوسون يضجّون ويشكون مما هم فيه من العذاب والجوع، فالتفت إلى ناحيتهم وقال: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨] فما صلى جمعة بعدها (٦).


(١) ض: والمغرب.
(٢) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (٢/ ٣٧٤).
(٣) ساقطة من: ض.
(٤) زيادة من ع.
(٥) زائدة في ع: عظيمة.
(٦) رواه الدِّيْنَوَري في "المجالسة وجواهر العلم" (١/ ٣٣٨)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٢/ ١٩٢)، وفيه: فما عاش بعد ذلك إلا أقل من جمعة حتى مات.

<<  <  ج: ص:  >  >>