للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فقدم (١) رفقاؤه يومًا إلى بلدة كَفَه، ولم يقدم هو معهم، فسئل عن حاله قالوا: لم نطلع على أحواله غير هذا، جاءنا يومًا وقال: قد وقع لي مهم ببلدة كَلِيبُولي، أذهب إليها وأرجع (٢) بأسبوع (٣) إن شاء الله تعالى، وقال: احفظوا بضاعتي هذه، فذهب وترك جميع ما كان في يده في حجرته، ثم لمَّا لم يرجع في الزَّمان المعهود حفظناها، وهاتيك (٤) بضاعته وجميع ما تركه، ثم قالوا: والظن الغالب عندنا أنّه قتل في الطريق؛ لأنا سمعنا في هذا الأوان أنَّ قطَّاع الطَّريق قتلوا جماعة في ذلك الطَّريق، ولولا أنّه فيهم ولو كان حيًّا لجاء إلى هذا الزَّمان.

فأيس النَّاس من حياته، فمضى عليه خمس سنين، ثم نقل عن رجل مجهول أنَّه سمع من رجل مجهول يقول: رأيت أبا بكر الكَفَوي بمصر بزي الملامتيين، فأرسل أبواه (٥) بسبب هذا النَّقل أخاه لأن يتفقده في الأمصار، وسار أخوه في البلاد والقرى والأقطار، وساح مقدار سنتين، فطلبه (٦) في أرض مصر والحجاز وبغداد ومدينة دمشق والأراضي المقدسة وسائر القرى والبلاد، ولم يسمع خبرًا قط (بعد ذهابه من أَدْرَنة) (٧)، ولم يحصِّل وقوفًا على حياته أو مماته.

فرجع بعد سنتين، فتقرَّر عند النّاس أنّه أصيب بطريق كَلِيبُولِي، فتوقفت زوجته في دار زوجها مدَّة مديدة تزيد على تسع سنين، فاستثقلها أبواه في نفقتها ونفقة ابنها


(١) ض، أ: قدم.
(٢) ع: وأعود.
(٣) ع: في أسبوع.
(٤) ع: هاذي.
(٥) ع: أبوه.
(٦) ع: في طلبه.
(٧) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>