للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والرياضات، فأحرز الكمالات الإنسانية المستودعة في ذاته، وتجلَّى الأحدية الإنسانية بنوعي مقام خلافته.

ثم إنّ الشَّيخ أجازه بالإرشاد، وأرسله إلى بلدة سِينُوبْ، فأطاعه وانقاد، وكان متمكِّنًا فيها مشتغلًا بدعوة الخلق إلى عبادة رب (العالمين، وإرشاد الطالبين إلى المطلوب بالتذكير والأوراد) (١)، وبالمواعظ التي كشفت قسوة القلوب الشداد.

وكان من هداة الدِّين وأئمة المؤمنين، عمَّت بركاته على المريدين والمتواردين، فطوبى ثم طوبى لعبد موحِّد، عن سنن الإلحاد حاد، (ومستعد لأخراه، جده في السعي جد، وكده في طلب الزَّاد زاد) (٢)، ومرحبًا بمن كحَّل بسهاده جفونًا هي من خشية الله على الدَّوام دوامي، ونفد من دعواته أسهمًا أصيب بها من درك المرام مرامي.

وكان شيخه الشَّيخ مولا جلبي صاحب جذبة قوية، وله كرامات عيانية ومعنوية، واليوم قائم مقام أبيه بلَارَنْدَة المذكورة، بزاوية المسماة بِقَرَه بَاشْلِي، سمعت من الشَّيخ ميرزا قال: إنّ شيخي ومرشدي الشَّيخ مولا جلبي، كان عارفًا بأطوار السلوك ومنازله ومقاماته، وكثيرًا ما يشاهد أصحابه كراماته، وكانت صحبته مؤثرة في الغاية، تصدع القلوب القاسية حكمه وكلماته، وقد وصل إلى الفناء المطلق رجال ببركة صحبته.

أخذ الذِّكر وآداب الطريقة ولبس الخرقة عن أبيه الشَّيخ العارف بالله نور الله بن الشَّيخ نور الدِّين الكَرْدَري، مات هو في جوار الخمسين وتسعمئة، وجلس مقامه في هذا اليوم ابنه الأرشد الشَّيخ المزبور مولا جلبي، رزقه الله درجات الأقطاب، (وأقر


(١) ع: العباد.
(٢) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>