للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من أنوار معرفته جمٌّ غفير، فنالوا أقصى المراد، منهم) (١) الشَّيخ العارف بالله الشهير بنور الدِّين زاده جلس بعده مقامه، وكان (٢) الشَّيخ محمود الشهير بميرزا من أصحابه (٣) المقتبسين من (أنوار معرفته) (٤)، قد وصل إلى خدمته واستأنس (بمشاهدة غرته) (٥)، وتلقن عنه الذِّكْر، واختلى عنده خلوات، فعنده شاهد الوقوف على أطوار القلب، وأفنى الصفات (وسر الإنساني بإشراق نور الإطلاق باستهلاك الموجودات) (٦)، واستعد لتتابع التَّجلِّيات الواردات بأنواع الأفعال والصفات، وأفنى الوجود البشري مع بقاء الوجود الظِّلِّي السَّرمدي بظهور كمالات الذَّات الواحدية، بالانسلاخ عن الهياكل النَّاسوتية والتَّوصل إلى السبحات اللاهوتية.

انتقل الشَّيخ المزبور ، فبقي بعد هذا حائرًا بائرًا بين التَّقلبات، من حور إلى طور، فأعوذ بالله من الحور بعد الكور، ثم وقف زمانًا فيه واختلى مع خلفائه ومريديه، ولما لم يجد منهم من يسليه سافر واجلولى لأن ينال أمنيته الأعلى بحصول المرشد الكامل ووصول الشَّيخ المكمل، فسار في البلاد، فبلغ ببلدة لَارَنْدَه أقصى المراد بوصول خدمة الشَّيخ العارف عمر الشهير بمولا جلبي، فأخذ التصوف وأدب الطريقة عنه، ولبس التَّاج، (ولابس بُرَدَ التَّقوى والفقر) (٧)، وقام بخدمته بالشوق والابتهاج، واختلى عنده خلوات، واشتغل بالمجاهدات


(١) ع: وكان.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ع: أنواره ومعرفته.
(٥) ع: بمشاهدته.
(٦) ساقطة من: ع.
(٧) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>