للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأرسلا إلى الآراء العالية، ثم أرسل السُّلطان رسالة كل منهما إلى الآخر، وطلب منهما الجواب والبيان، فكتب المولى الأستاذ أجوبة صحيحة، كل منها موجودة (١) في الكتب المعتبرة من الفتاوى والواقعات مقرونة إلى: وبه يفتى، وعليه الفتوى، وهو المختار، وهو الأصح، وأرسلها إلى الجناب العالي.

وكتب الأمير كيسو أيضًا رسالة، وختمها برباعية فارسية، ضمن في آخرها: ع هر عيب كه سلطان ببندر هنر است، فثقل كلامه على السُّلطان، فقد أركب السُّلطان بموكبه إلى الجامع، فاتفق أن يشكي جماعة كثيرة من (٢) مد أيادي القاضيين للعسكرين المذكورين آنفًا، وكان ذلك برخصة الوزير المزبور، فتحدث معه إلى الجامع، وشاور في أمرهما، فحصلت له فرجة (٣)، فعرض مكانهما المولى الفاضل عبد الرَّحمن جلبي القاضي بمدينة أَدْرَنة، والمولى الفاضل جعفر جلبي القاضي بدمشق فعزلهما، وعزل أيضًا الأمير كيسو عن قضاء قسطنطينية، وذلك خلاف مراد الوزير.

يروى أنّ السُّلطان سليمان خان قال عقيب الأمر بعزل القاضي المزبور: ع هر عيب السُّلطان ببندد هنر است، فأمر بتفتيشه وتفتيش القاضيين للعسكرين، وعين لتفتيشهم سفهاء زمن المدرسين وسفلتهم، وكان الوزير قصد الازدراء بهما وكسر عرضهما، [تفتش الأول المولى شمس الدِّين المشهور بينهم بالقاف المدرِّس بإحدى المدارس الثمان، وتفتش الثاني المولى الشهير بما وتلوز، فألحقهما السُّلطان الأمير كيسو، وعين لتفتيشه المولى علاء الدِّين، المشهور بعلي المجنون المناوي، فظهرت


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ض، أ: عن.
(٣) ع: فرصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>