للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بالعسكر بروم إيلي، والمولى الفاضل محمَّد بن جوي إلياس القاضي بالعسكر بولاية آناطولي، وكان ذلك عند قفول السُّلطان سليمان خان الغازي، عن السفر بموضع يقال له: يَيْلَاق قريب من بلدة سِيرُوزْ بروم إيلي.

وكان وقتئذ المولى العلامة أبو السعود قاضي مدينة قسطنطينية، والمولى شيخ محمد قاضي مصر، وعين له كل يوم مئة وخمسون درهمًا بطريق التقاعد، ثم صار مفتيًا بعد المولى جوي زاده، ثم ترك الفتوى لاختلال وقع في مزاجه، وعيَّن له كل يوم مئتا درهم بطريق التقاعد، وتوطن ببروسا، وبنى هناك مسجدًا ومدرسة، ومات سنة تسع وخمسين وتسعمئة.

ومن تلامذته المولى الفاضل شيخ الإسلام حامد بن الشَّيخ طُورْغُودْ القُونَوي، والمولى الفاضل أستاذنا أستاذ الزمان فارس الميدان بقية السلف قبلة الخلف شيخ الإسلام والمسلمين أحمد بن القاضي بدر الدِّين مفتي البلاد الإسلامية اليوم، أدام الله بقاءه ولا حرمنا لقاءه.

وكان للمولى الفاضل الكامل قادري جلبي تعليقات ورسائل إلا أنّه لم يظهرها لابتلائه بسوء المزاج والبدن والعقل في آخر عمره.

وكان شيخًا كبيرًا فانيًا، رأيته في مدينة بروسا، [إذ اجتمع الموالي والمدرسون مع طلبتهم بالجامع الكبير لقراءة الأنعام وسورة الفتح وطلب النصر والظفر، وكان السُّلطان سليمان خان الغازي في الجهاد، فجاء المولى المزبور ودخل الجامع مع طلبته، وتوجَّه المحراب.

وكان المولى شيخ الإسلام بن القاضي بدر الدِّين من المشار إليه يقعد مع طلبته في ناحية من الجامع، وأنا واحد من طلبتهم قاعد معهم، وكان ابن القاضي وقتئذ مدرِّسًا بمدرسة قبلوجه، فلما رآه دخل الجامع يتوجه المحراب قام إليه واستقبله

<<  <  ج: ص:  >  >>