للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الشَّيخ محيي الدِّين محمَّد بن المولى الفاضل بهاء الدِّين بن الشَّيخ العارف بالله لطف الله خليفة الشيخ (١) الحاج بَيْرَام.

اشتغل في العلم الشريف، وبلغ فيه رتبة الفضل، ثم قرأ على المولى خطيب زاده، وعلى المولى القسطلاني، وعلى المولى ابن المعرف، وفاق على أقرانه، وحاز قَصَب السَّبْق في ميدانه، ثم هبَّ له نسيم التَّوفيق، وهداه إلى سواء الطريق، فوصل إلى خدمة الشَّيخ العارف بالله الشَّيخ محيي الدِّين الإِسْكِلِيِبِي.

واجتهد عنده غاية الاجتهاد، فوصل إلى (٢) المقامات العالية، وحصَّل الحالات السَّامية، ونال غاية مناه من معارف الصوفيَّة، وأجاز له بالإرشاد، وجلس مدة في وطنه بَالِي كِسْرى، ثم أتى مدينة قسطنطينية، وجلس في زاوية شيخه بعد وفاة الشَّيخ عبد الرَّحيم المؤيدي، (السَّابق ذكره قبيل هذا) (٣)، واشتغل بإرشاد الطالبين، وربى كثيرًا من المريدين.

وكان عالمًا فاضلًا عابدًا (٤) زاهدًا ثقة ورعًا، ملازمًا للسنَّة وحدود الشَّريعة، ومراعيًا لآداب الطريقة، وكان قوَّالًا بالحقِّ، لا يخاف في الله لومة لائم.

حكي أنه تكلَّم بكلام بالحقِّ في بعض الأمور في زمن الوزير إبراهيم باشا المقتول، فتكدَّر الوزير المزبور عليه، فخاف أصحابه على الشَّيخ من جهته، ونصحوا له بالسكوت عن هذا الكلام، فقال الشيخ: غاية ما يقدر هو على ثلاثة أشياء (٥): إما


(١) ع: العارف بالله.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ساقطة من: ع.
(٥) ض، أ: أقسام.

<<  <  ج: ص:  >  >>