للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم صحب عنوان شبابه السُّلطان بايزيد خان، وهو إذ ذاك كان أميرًا على بلدة أَمَاسْيَه.

وحصَّل عنده منزلة عظيمة، وحسده الحاسدون، ووشى به المفسدون إلى أبيه السُّلطان محمَّد خان، فأمر بقتله، فأخبر به السُّلطان بايزيد خان قبل وصول أمر أبيه إليه، فتدارك (١) في أمره بالتعجيل، فأخرجه خفية إلى سواء السبيل، وأرسله إلى البلاد الحلبية، وأعطاه عشرة آلاف درهم وآلات السفر وأفراس بهية، وكان دخوله إلى البلاد الحلبية سنة إحدى وثمانين وثمانمئة، وكان تلك البلاد في ذلك الزمان في أيدي الجراكسة، فأقام (٢) المولى المزبور هناك مدة يسيرة.

وقرأ على بعض علمائها "كتاب المفصَّل في النحو "للعلامة الزَّمَخْشَري، وقصد أن يقرأ العلوم العقلية ولم يجد من يفيده ذلك، فأراد أن يذهب إلى بلاد أخر، فنصحه بعض تجار العجم، وقال: عليك أن تذهب إلى المولى جلال الدِّين الدواني ببلدة شيراز فهو كذا وكذا، (وكان قد سمع بعض أوصافه أولًا) (٣)، فخرج مع تجار العجم في السنة المذكورة إلى بلدة شيراز، ووصل إلى خدمة المولى (جلال الدِّين، وقد ذكر في ذكر خواجه زاده في ذكر "كتاب التهافت") (٤)، وبقي عنده مدة كثيرة (٥)، وأخذ عنه العلوم العقلية والعربية والتفاسير والأحاديث، وبلغ عنده رتبة الفضل والكمال، (ثم كتب له كتاب الإجازة بعدما أقام عنده مدة سبع سنين) (٦).


(١) ض، أ: تدارك.
(٢) ض، أ: أقام.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ع: المذكور.
(٥) ساقطة من: ع.
(٦) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>