للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نصبه مدرسًا، وفوض إليه أمر الفتوى هناك، ثم أعطاه إحدى المدارس الثَّمان، فدرَّس هناك مدة كثيرة.

ثم توجه بنيَّة الحج إلى مصر، واتفق إن لم يتيسر له الحج في تلك السنة لفتنة حصلت بمكَّة المشرفة، وتوقف المولى المذكور بمصر سنة، وفي أثنائها توفي المولى حميد الدِّين بن أفضل الدِّين المفتي بقسطنطينية، فأمر السُّلطان بايزيد خان بأن يكتب الفتوى مدرسو المدارس الثمان، وذلك في سنة ثمان وتسعمئة، ولما أتى المولى المذكور من الحج أعطاه منصب الفتوى، وعين له كل يوم مئة درهم.

ثم إنّ السُّلطان بايزيد خان بنى مدرسة بقسطنطينية، وأضافها إلى المولى المذكور، وعيَّن له كل يوم خمسين درهمًا لأجل التدريس، فصارت وظيفته كل يوم مئة وخمسين درهمًا، فحسده على ذلك بعض من العلماء وهو مولانا سيدي ابن الحميدي، وكان هو قاضيًا بمدينة قسطنطينية، وهو يدَّعي الفضل على أبناء زمانه، والناس يقدمونه على أقرانه، وجمع بعض فتاواه، وقال: إنه أخطأ فيها، وأرسلها إلى الديوان العالي، وأرسلها الوزراء (١) إلى المولى المذكور علي الجمالي فكتب أجوبتها.

وفي أثناء تلك الأيام قال: إني حين ما نزلت من عرفات حصل لي جذبة لم يبقَ بيني وبين الحق حجاب، وفوضت أمر المولى سيدي إلى الحق ، فلم يمر أسبوع إلا وقد مات المولى سيدي في ليلة واحدة في ذلك، وقعت في سنة اثنتي عشرة وتسعمئة.

ثم إنّ السُّلطان سليم خان جلس على سرير السلطنة، فعرض القضاء بالعسكر


(١) ع: الوزير.

<<  <  ج: ص:  >  >>