للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مراقبًا واقفًا على دقائق الطريقة) (١)، وكان متصلبًا في إحياء السنَّة والقيام بالحقِّ، لا يخاف سطوة الجبارين، (وهو يسطو على المبتدعين) (٢).

وكان متواضعًا يبجِّل الصَّغير كما يوقِّر الكبير، كان يقعد في علوِّ داره، والزِّنْبِيل معلَّق، فيلقي المستفتي ورقته فيه، فيجذبه المولى، ويكتب جوابه ثم يدليه، وإنما فعل ذلك لئلا ينظر النَّاس لأجل الفتوى.

(وكان لسانه طاهرًا، لا يذكر أحدًا بسوء) (٣)، وكانت العبادة تتلألأ من صفحات وجهه المبارك، وكان عليه آية كبرى، ومن مفردات الدنيا في الفتوى والتَّقوى، (وكان جبلًا من جبال العلم، ومحلَّى بالوفاء والصِّدق والحلم، وكان رفيع الشأن مطاع السُّلطان) (٤).

حكي أنّ السُّلطان سليم خان أبا (٥) السُّلطان سليمان خان الغازي أمر بقتل مئة وخمسين رجلًا من حفَّاظ الخزائن في زمان سلطنته، فتنبَّه لذلك المولى المذكور، وذهب إلى الدِّيوان العالي، ولم يكن من عادتهم أن يذهب المفتي إلى الدِّيوان إلا بحادث عظيم، فتحيَّر أهل الدِّيوان، لمَّا دخل الديوان سلَّم على الوزراء، فاستقبلوه وأجلسوه في صدر المجلس، ثم قالوا: أي شيء دعا المولى إلى المجيء إلى الدِّيوان؟ قال: أريد أن ألاقي (٦) السُّلطان، ولي معه كلام، فعرضوه على السُّلطان، فأذن له وحده، فدخل وسلَّم عليه وجلس.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ساقطة من: ع.
(٥) أ: بن.
(٦) ع: ألقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>