للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كان ماهرًا في التفسير، وكان يعظ النّاس ويذكرهم، ويلحقه عند التذكير وجد وحال، وربما يبكي ويصيح، وربما يغلب عليه الحال، ويلقي نفسه عن (١) المنبر، وكان لا يسمع صوته أحد إلا ويحصل له حال، (وكم من فاسق تاب من فسقه عندما رأى من (٢) أحواله) (٣) ورأيت كافرًا سمع صوته من بعيد فجاء حتى دخل المسجد وأسلم.

وكان متواضعًا متخشعًا صاحب (أخلاق حميدة) (٤)، وكان عابدًا زاهدًا ورعًا (تقيًّا نقيًّا) (٥)، (وكان نبيهّا باللَّيالي يتضرع إلى الله تعالى ويناجيه) (٦)، وكان يستوي عنده الغني والفقير، [وكان متطهرًا بغسل ثيابه لنفسه مع ماله من ضعف المزاج.

قال صاحب "الشقائق": وقد عدته في مرض موته، فطلبت منه الوصية، فقال: لا تسلك مسالك الصوفية، إذ لم يبق لها اليوم أهل، وقال: التوحيد والإلحاد يصعب التميز بينهما، وربما لا تقدر التميز بينهما، فالوقوف على طريقتك أسلم، ثم قال: وإذا غلب عليك خاطرك بالميل إلى التصوف فاختر من المشايخ ثابت القدم في الشَّريعة، وإن رأيت فيه شيئًا يخالف الشرع وإن


(١) ع: على.
(٢) ساقطة من: ض.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ع: الأخلاق الحميدة.
(٥) ساقطة من: ع.
(٦) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>