للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كنوز الحقائق، صفوة العلماء، قدوة العرفاء، الشَّيخ جمال الدِّين إسحاق، المعروف بجمال خليفة.

كان من بلاد قَرَامَان، اشتغل بالعلم الشريف، وبلغ رتبة الفضل والكمال بين أقرانه، وقرأ على المولى الفاضل قاضي زاده، ثم وصل إلى خدمة المولى القسطلاني.

وكان يكتب الخط الحسن، واستكتبه السُّلطان محمَّد خان "الكافية في النحو"، وأعطاه بعضًا من المال، وحجَّ بذلك، ثم جاء إلى قسطنطينية.

قال صاحب "الشقائق": حكى نفسه -يعني جمال خليفة- أنَّه قال: كان مع بعض رفقائي (من الحاج) (١) مصحف بخط أرغون الكاتب، وأخذته منه، وأتيت به المولى القسطلاني، وكان عند ذلك قاضيًا بقسطنطينية، فنظر في المصحف، وقال: كم درهمًا يريد صاحبه، قلت: ستة آلاف درهم، فقال: كثير، ودفع المصحف إليَّ، وعند ذلك أتى هو (٢) بأفراس من بلاد قرامان، واشترى واحدًا منها بعشرة آلاف درهم، قال: فقلت في نفسي: إني لا أصير في طريق العلم مثل المولى القسطلاني، ومع ذلك هذا في آخر عمره.

(ثم وصل إلى خدمة الشَّيخ حبيب، واشتغل عنده بالرياضات القوية، والمجاهدات الشَّاقة، حتى أجاز له بالإرشاد، وقعد مدة في بلاد قرامان) (٣).

ثم أتى قسطنطينية، وبنى له (٤) الوزير محمَّد باشا زاوية، وقعد فيها إلى أن مات.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: إليه.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>