بايزيد خان في التضرع، فتوجه إليه، فرأى أولياء قرامان في جانب السُّلطان جم، فقصدهم الشَّيخ، فرموه بنار أخطأت الشَّيخ وأصابت بنته.
وبعد أيام مرضت البنت وماتت، فتضرع إليه السُّلطان بايزيد خان وأبرم عليه، فتوجه ثانيًا، وحضر أولياء قرامان، فقالوا له: ماذا تريد؟ فقال: إنّ هذا الرجل -وأراد الوزير محمَّد باشا القراماني- قد أبطل أوقاف المسلمين، وضبطها لبيت المال، ففرغ الكل عن الانتصار له، وما بقى إلا الشَّيخ ابن الوفا، قال: ورأيته قد رسم حول الوزير دائرة، قال: فدخلت الدائرة بجهد عظيم، وسيظهر الأثر بعد ثلاثة وثلاثين يومًا.
حكى بعض أقربائه أنّه قال: حصلت لي في أثناء ذلك التوجه غيرة عظيمة حتى روى أنّه وصلت النكبة إلى كل من يسمى بمحمَّد، قال صاحب "الشقائق": قال الراوي: وإن اسمي محمَّد، وعند ذلك كنت صبيًّا، فصعدت على شجرة وانكسر غصنها فوقعت وشجَّ رأسي، وعند ذلك في بلدة آمَاسْيَه فقدوا (١) فيها أربعين رجلًا اسمهم محمَّد، قد وصلت النَّكبة إلى كل منهم.
روي أنّه لما تم ثلاثة وثلاثون يومًا جاء خبر وفاة السُّلطان محمَّد، فتوجه السُّلطان بايزيد إلى قسطنطينة، وبعد خمسة أيام من توجهه سمع من الطريق أنّ الوزير المزبور قد قتل.
حكي أنّ الشَّيخ ابن الوفا عمل له وفق مئة في مئة، وكان يحمله الوزير على رأسه، وعند وفاة السُّلطان محمَّد خان عرق عرقًا شديدًا لشدَّة حيرته وخوفه، فانطمس بعض حروف الوفق المذكور، فأرسله إلى الشَّيخ ابن الوفاء ليصلحه، فقتل