للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(قيل للشيخ يومًا في حقِّه: إنّه يشتغل بالرياضة القوية) (١)، وقال: خلِّه فليمت، وكان ذلك الشَّيخ من طائفة التراكمة، وكان أميًّا، إلا أنَّه كان في باطنه قوة عظيمة، واتَّفق له في ذلك الأيام واقعة كشف الحال، فقصَّها على الشَّيخ، فعامله بعد ذلك بالملاطفة، ثم توفي هذا الشَّيخ.

وذهب بعده إلى بلده أَذْرَبِيجان، وصاحب هناك مع الشَّيخ بير محمَّد الأَذْرَبِيجاني الشَّهير بالمولى بيري خليفة، من خلفاء المولى يوسف، من خلفاء الشَّيخ حبيب، من خلفاء السيِّد يحيى، قالوا: إن بيري خليفة الأَذْرَبِيجاني قد وصل إلى خدمة السيِّد يحيى، ولما انفصل من أَذْرَبِيجان مسافة يومين استمع وفاة السيِّد يحيى، ورجع إلى أَذْرَبِيجان، ولازم خدمة المولى بيري خليفته وأكمل عنده، وأجازه، وأرسله إلى بلاد الروم لإرشاد الطالبين وتربية المريدين وإرشاد المسترشدين، ومن خلفائه الشَّيخ العارف بالله يوسف الشهير بسنبل سنان، والشَّيخ بايزيد خليفة، والشَّيخ أويس المتوطن بدمشق.

حكي أنَّ الشَّيخ جلبي خليفة قدم ببلدة أماسيه في أواخر إمارة السُّلطان بايزيد (خان فيها) (٢)، واشتغل بإرشاد الفقراء، وجمع الخلق عنده، وكانت له جذبة كاملة، وقوة شاملة، فاشتهر بهذه الدِّيار، فتضرع السُّلطان بايزيد إلى جلبي خليفه أن يتوجَّه إليه، وكان الوزير محمَّد باشا القراماني وزير السُّلطان محمَّد مائلًا إلى السُّلطان جم، يمدحه عند السُّلطان محمَّد خان، وينقص السُّلطان بايزيد عنده، وكان بسببه يميل السُّلطان محمَّد خان إلى ولده السُّلطان جم ويرعاه، ويظن أنّه هو لائق السلطنة لا السُّلطان بايزيد، فاستغنى الشَّيخ جلبي خليفة عن السُّلطان بايزيد، فزاد السُّلطان


(١) ساقطة من: أ.
(٢) ساقطة من: ض.

<<  <  ج: ص:  >  >>