للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال صاحب "الشقائق": ومن جملة كراماته أنّه كان لواحد من أحبائه ولد شاب وصدرت منه جريمة توجب العقوبة العظيمة في عرف السُّلطان، فاستغاث والده من الشَّيخ وتضرع إليه لأنّ يلتمس من الوزراء تخليص ولده، وقال الشَّيخ: إني أتوجه إلى من هو أعظم منهم، في غد ذلك اليوم أحضروا ذلك الشاب إلى الديوان لأجل العقوبة، فما سبق لسان الوزراء إلا إلى مدح ذلك الشاب والشهادة له، فأطلقوا ذلك الشاب، وبعد إطلاقه تعجَّب الوزراء من تحول نياتهم من العقوبة إلى العفو، وما كان ذلك إلا ببركة ذلك الشيخ.

وقال: ومن جملة كرامته أيضًا ما حكاه الشَّيخ العارف بالله تعالى عبد الرحيم المؤيدي المشهور بين النّاس بالحاج جلبي، وكان من جملة خلفائه وقال: إن أخي عبد الرَّحمن بن المؤيد كان معزولًا عن قضاء العسكر في أوائل سلطنة السُّلطان سليم خان، قال: فذهبت إليه يومًا، فوجدته مشوش الخاطر، فذهبت به إلى الشَّيخ، فنصحه الشَّيخ ورغبه عن العزِّ والجاه، قال: ولم يجبه أخي وسكت، ثم إنّ الشَّيخ قال: افرشوا فراشًا وانصبوا عليه وسادة، قال: ثم أمر أخي بأن يجلس عليه على نحو ما كان يفعله في مجلسه عند كونه قاضيًا بالعسكر، قال: فجلس عليه أخي كما أمر الشَّيخ، قال: ثم قال له: بارك الله لك في المنصب، قال: فلم يمض خمسة عشر يومًا إلا وأتى الأمر من السلطان سليم خان، وكان السلطان سليم خان وقتئذ بمدينة أدرنة، قال: فطلب أخي فذهب إلى أَدْرَنة، ونصبه قاضيًا بالعسكر بولاية روم إيلي، وما كان يرجى له ذلك] (١).

مات ببلدة إِسْكِلِيبْ في سنة عشرين وتسعمئة، ودفن هناك، يزار ويتبرك به.

[ومن أعزة خلفائه أيضًا الشَّيخ العارف بالله تعالى مصلح الدِّين السِّيرُوزِي،


(١) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>