للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وبعد وفاة المولى علي القوشجي سلك مسلك التصوف، واشتغل أولًا عند الشَّيخ مصلح الدِّين القُوجَوِي، ثم وصل إلى خدمة الشَّيخ العارف بالله إبراهيم القَيْصَري، وحصَّل عنده طريقة الصوفية، ونال ما نال عنده من الكرامات والحال (١)، فأجازه للإرشاد، فجلس هو لإرشاد الطالبين.

كان جامعًا بين علمي الشَّريعة (والطريقة، وواصلًا إلى مقام الحقيقة) (٢)، ثم ذهب بإشارة شيخه إلى بلدة (٣) آمَاسْيَه، وكان السُّلطان بايزيد خان أميرًا على آماسيه، وتوجه الشَّيخ إلى الحج، فلقي السُّلطان بايزيد خان، وقال له: إني أجدك بعد أن آتي من الحجاز (٤) جالسًا على سرير السلطنة، وكان كما قال، فأحبَّه السُّلطان بايزيد خان محبة عظيمة حتى اشتهر بين الخلق بشيخ السُّلطان، وبنى له زاوية بقسطنطينية.

وكان الأكابر يزدحمون على بابه، وتأتيه الوزراء وقضاة العساكر لزيارته، وكثيرًا ما يدعوه السُّلطان بايزيد خان إلى دار سعادته، ويصاحب معه، وحصل له من هذه الجهة رئاسة عظيمة، ومع ذلك لم يتغير حاله للزهد والتقوى، [وكان من الفضل على جانب عظيم، وكان العلماء يهابون منه لجلالته في العلم.

يحكي صاحب "الشقائق": أنّ الشَّيخ ياوسه امتحن الوالد في مسألة أصولية، وكنت صغيرًا وقتئذ، فكتب المولى الوالد رسالة في المسألة المزبورة فاستحسنها الشَّيخ المزبور غاية الاستحسان، وقال: ما رأيت من يفهم هذه الدقيقة من العلماء غيرك.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: والحقيقة.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ع: الحج.

<<  <  ج: ص:  >  >>