للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولما كثر الطالبون وتزاحم المسترشدون بنى في قسطنطينية مسجدًا، وحجرات لسكنى الطالبين، وعين له أوقاف لمعاش المريدين والمحبين.

وكانت طريقته العمل بالعزيمة، وترك البدعة، والاتباع للسنَّة، والمداومة على الذِّكْر الخفي، والعزلة عن الأنام، وقلَّة الطعام والكلام، وإحياء الليالي، وصوم الأيام.

وكانت آداب مجلسه أن يجلس على هيبة ووقار، والنَّاس حوله يجلسون متحلِّقين على أدب عظيم كأن على رؤوسهم الطير، وكان مشرفًا على الخواطر، وكان لا يجري في مجلسه كلمات دنيوية أصلًا (١)] (٢).

مات سنة اثنتين وتسعمئة، ودفن عند مسجده، وقبره (٣) يزار ويتبرك به.

[وقام مقامه الشَّيخ محمود جلبي ربيب المولى القِرِيمي، والشَّيخ مصلح الدِّين مصطفى السَّاكن بزاوية طَاشْلِق، والد إمام السُّلطان سليمان خان الغازي الشَّيخ درويش وتزوَّج بنته الشَّيخ محمود جلبي.

حكي عنه أنّه قال: لما مات الشَّيخ غسَّلته، وواحد من المحبين يصب عليه الماء، وآخر منهم بيده منشفة يمسح عرقي؛ لأني تعرَّقت من الحياء في وقت غسله، فتح عينيه ثلاث مرات ونظر إليّ كما في حياته قدس سره، ولما وضعته في القبر توجَّه هو بنفسه إلى جانب القِبْلة، ورآه القرَّاء الحاضرون هناك، فصاحوا وصلُّوا على النَّبي ] (٤).

* * *


(١) أ: أبدا.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ع: وصلى الله على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>