للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[ثم سافر بإذن الشَّيخ الإلهي على التجرد والتوكل إلى الحجاز، وأعطاه الشَّيخ حمارًا وعشرة دراهم، وأخذ من سفرة العشاء خبزة واحدة، وذهب وليس معه إلا هذا والمصحف الشريف و"كتاب المثنوي"، وسرق المصحف في الذهاب وباع "كتاب المثنوي" بمئتي درهم بإبرام البعض، ولم يكن له مال سوى هذا، ولم يقبل من أحد في سفره مالًا ولا صدقة، سوى دينار نذره البعض لخواجه بهاء الدِّين وقبله بإبرام منه، ومع ذلك سافر على أحسن حال وسعة نفقة.

وسكن في القدس الشريف مدة، وسكن بمكة المكرمة قريبًا من سنة، ونذر أن يطوف الكعبة كلَّ يوم سبع مرات وأن يسعى بين الميلين سبع مرات، وكان كلَّ ليلة يطوف الكعبة، ويقوم تارة ويقعد تارة، ولا ينام ساعة، مع أنّه كان ضعيف البنية.

ثم إنَّ الشَّيخ الإلهي أرسل إليه كتابًا وطلب منه أن يجيء إليه، فرجع إلى خدمة الشَّيخ امتثالًا لأمره، ولما مات الشَّيخ الإلهي قعد السيِّد أحمد البُخاري مكانه لإرشاد الطالبين وتربية المريدين، بإشارة الشَّيخ وتعيينه له، فاشتغل بدعوة الخلق إلى الطريقة، وإرشاد الأصحاب إليها.

وعمَّت بركاته على المريدين والمتواردين (١)، فكانوا من هداة الدِّين وأئمة المؤمنين، إلى أن ظهرت آثار خلافته، ورغب الخلق إلى زيارته بمدينة قسطنطينية، ولازم أصحاب المناصب خدمته، وتركوا المناصب، ورجَّحوا صحبته (٢)، ووفدت الملوك والأمراء على زيارته ووافت السلاطين والخلفاء لتقبيل عتبته (٣).


(١) في ض، أ زيادة: (بإشارة الشَّيخ وتعيينه له فاشتغل بدعوة الخلق).
(٢) أ: خدمته.
(٣) ض: عتباته.

<<  <  ج: ص:  >  >>